تحيي الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ذكرى تأسيسها الـ21 خلال مؤتمرها العاشر المنظم اليوم الجمعة بالدار البيضاء، تحت شعار “21 سنة من العمل من أجل صحافة مرفوعة الرأس”، إذ استهل المنظمون هذه المحطة، باستعراض أبرز أنشطة ومحطات الفيدرالية خلال الـ21سنة عبر شريط قصير.
وتناول الشريط، ظروف تأسيس الفيدرالية منذ سنة 2002 عندما انبثقت من صلب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والتي تحولت من تنظيم لمدراء الصحف إلى تنظيم للصحافيين، مرورا بتأسيس المكاتب الإقليمية والجهوية، إلى أن صارت الفيدرالية تتوفر على 12 مكتب جهوي بفروعه عبر الجهات الـ12 للملكة المغربية.
وفي هذا الصدد، قال نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إن المؤتمر، “يعد من المحطات التي حرصت الفيدرالية على أن تكون في الموعد”، معتبرا أن “الصحافة الوطنية ما تزال تجتر أزمة جائحة كورونا مما عمق هشاشة الأوضاع الاجتماعية للعاملين بها، وانعكس الأمر على المنتوج الصحفي كما زادت الأزمة الهوة بين الإعلام الوطني والمجتمع”.
وأضاف “إلى هذه اللوحة القاتمة” يضيف مفتاح، ما وصفه بـ”التشرذم الذي يعرفه القطاع”، إذ “عملت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف طيلىة الـ 21 سنة بجهود كبيرة لتجاوز أزمات قطاع حساس وجعلت من النضال من أجل حرية الصحافة زاوية ارتكزت عليها، واعتبرت أن القماولة الصحفية لها مهمة عمومية يقوم بها الخواص”.
وشدد مفتاح على أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، “خاضت مفاوضات ماراتونية طيلة سنوات عملها، من أجل إخراج منظومة قانونية ذات مسؤولية اجتماعية لمهنة الصحافة حتى لا تصبح مهنة لمن لا مهنة له”، مؤكدا على “أن الفيدرالية لم تترد في التعبير عن أثار الهشاشة والتشرذم لمهنة تحتضر وجعلت يدها ممدودة لكل الأطراف”.
وفي سياق آخر، قال رئيس الفيدرالية، إن هذه الهيئة تسهر على تنظيم انتخاباتها في الموعد، منتقدا تجاوز الموعد في إعادة انتخاب المجلس الوطني للصحافة، وإبداع لجنة مؤقتة، مع التخلي عن كل عضو من المجلس ممن كانوا ضد تأخر الانتخابات والاحتفاظ على اتجاهين فقط دعموا هذه “التخريجة” بحسب تعبيره.
وأبرز أن هذه المقاربة (في إشارة إلى اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة) “عمقت الجراح وزادت من الاصطدامات وأججت الفرقة، مما جعل المهنة تنزاح عن وظيفتها الأساسية في إعلام نزيه ومسؤول”، مشيرا إلى أن “مثل هذه الاختيارات جرت معها الخيبات وصارت التفاهة أصل تجاري، مما ساهم في انهيار قطاع التوزيع كما انهارت الصحف الورقية ولم نعد نسمع سوى الصراع حول الدعم والأنانية وتجاوز الرسالة النبيلة للمهنة”.
وذكر مفتاح بأن “مستقبل الصحافة المغربية يوجد في المركز والمغرب العميق، وبالصحافة المهنية سنصلح ما طال هذه المهنة من أعطاب خلال فتراتها الصعبة”، مبرزا أن “إرادة أعضاء الفيدرالية أقوى من التحديات والمستقبل لصحافة مرفوعة الرأس، موجها شكره لكل الأعضاء الذين ظلوا أوفياء للفيدرالية”.
من جهته، قال إدريس مبارك في كلمة باسم فروع الفيدرالية، إن المؤتمر العاشر يعتبر “محطة مفصلية بكل المقاييس لكونها تأتي في سياق وضع سؤال دستوري ومجتمعي يتعلق بالتنظيم الذاتي للصحافة، ووضع الصحافة المغربية”، مناشدا التخلي “عن تحقير المهنة خاصة الصادر عن بعض المنتمين لهذا الجسم”.
وأورد مبارك أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف “تسعى إلى الرقي بصحافة القرب”، موجهة رسالة للمعنيين بالقطاع، “على ألا يساهموا في اغتيال الصحافة وحمايتها من الفوضى التي عرفتها، خاصة عبر بعض الصحف التي تكرس التفاهة”، مسلطا الضوء كذلك على ما وصفه بـ”ظلم الدعم العمومي”.
واختتمت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها العاشر، بتكريم أرواح صحافيين أفنوا حياتهم في سبيل مهنة المتاعب، على رأسهم عبد الله العمراني وخليل الهاشمي الإدريسي.