يوسف الادريسي يكتب – ورقة من الماضى لأجل المستقبل.

زرتها ياليتني لم أقم بذلك،وجدتها رثة وشبح الأطلال يحوم حولها ،الكل أهملها وتناساها إلا طيور النورس التي داءبت على زيارتها ،
إنها قاعة القصبة لكرة السلة الموجودة فى ساحة مولاي الحسن،لها من التاريخ ما يأهلها لتكون رمزا للرياضة والفن لمدينة موكادور.
من المؤسف أن ألقاها في هذه الظروف وهي مهمومة،مشؤومة،ومهجورة ووطننا الحبيب يشهد تنمية وتقدما مبهرا فى جميع المجالات.
استقبلت عدة فرق أجنبية من اروبا، منها بطل فرنسا فيليغ بان(villeurbanne). واخرهم فريق الأحلام الامريكية سنة 1970.
كل الفرق المغربية يهابونها لما كانت عليه من إقبال الجماهير الغفيرة حيث كانت تقام المقابلات بشبابيك مغلقة بدون شغب.
جمهور مؤدب، متحضر يعرف قانون اللعبة بدقة كبيرة خطأ(المشى،3 دقائق،رجوع الجهة الى اخره….).
وفى بعض الاحيان يكونون السباقين قبل الحكم للأعلان عن الخطأ
وهذا يتميز به الجمهور الصويري عن غيره فى جميع المملكة.
الزغاريد والصيحات تتردد فى أرجاء المكان وصيتها يصل الى جميع الأحياء القريبة من القاعة وهذا تنفرد به مدينة الصويرة.يشجعون بدون توقف لفريقين متميزين يمثلون الجنوب المغربى فى القسم الوطنى الأول بميزانية ضعيفة جدا.
شهدت كذلك جميع احتفالات عيد العرش المجيد بإيقاعات ورقاصات كناوية وحمدوشية،كما أن فن العيطة لا يغيب عن هذا التنشيط.
هذا المكان كان شاهدا على الحفل الكبير الذي أحياه الموسيقار الكبير عبد الوهاب أكومى بأغانيه: يانسيم الورد خبر للرشا لن يزدني الورد إلا عطشا،
وماحلا الربيع ولياليه،وبريئ والله بريئ وكذلك اللحن على البيانو .
شهدت كذلك هذه القاعة متعددة الإختصاصات تأسيس جمعية الصويرة موكادور حضرها جميع الصويريين الموجودين فى المغرب وكل واحد منهم له ذكريات مع هذا المكان..
رغم الإكراهات ستبقى شامخة وصامدة كما كانت من قبل لأجل هذا الشباب المتعطش والمحب للرياضة والفن
ولاأتمنى ابدا ان تجد نفسها فى صراعات يعشعش فيها الجهل والمصالح..
وهنا أهيب بجميع الفعاليات وشباب المدينة وجيل المستقبل لتكثيف الجهود والنهوض بالشأن المحلي ولنسعى جميعا لإحياء هذه القاعة وإبراز معالمها واستعادة نشاطاتها






