طوال ستة عشر عاماً، ظلّ ملف السكن الاجتماعي “نسمة” بالصويرة لغزاً مفتوحاً، يتحرك ولا يتقدم، يُناقش ولا يُحسم. مرّت عليه مجالس، ومسؤولون، ولجان واجتمعت حوله عشرات الروايات… لكن النتيجة كانت واحدة:
لا قرار، لا جرأة، ولا وضوح.
كان هذا الملف، عن قصد أو بدون قصد، يتحوّل بالتدريج إلى ساحة رمادية؛
ساحة تسمح للبعض بأن يلمّح، وأن يلوّح، وأن يستعمل الغموض كورقة نفوذ.
والأخطر من ذلك:
أنّ المواطن البسيط الذي ينتظر حقه، كان آخر من يعرف، وأول من يتضرر.
لكن هذه المرحلة انتهت بمجرد وصول العامل محمد رشيد.
لم يتعامل الرجل مع الملف كموضوع عادي، بل كاختبار لنظافة الإدارة وقدرتها على الحسم.
وفي ظرف أسابيع فقط، حدث ما لم يحدث في 16 سنة:
سوف نرى –
فتح اللوائح
استقبال الطعون
دراسة الملفات اجتماعياً وقانونياً
تعليق القوائم الرسمية
تحديد آجال الشكايات بدقة
تجهيز مرحلة الفرز
ثم برمجة القرعة في المرحلة الثانية بشكل شفاف ومعلن
وبهذا، تمّ إغلاق جميع “الأبواب الخلفية” التي كانت تتحرك فيها التأويلات والتكهنات والإشاعات.
لم يعد بالإمكان اللعب على الغموض.
لم يعد بالإمكان توظيف الملف سياسياً أو انتخابياً.
لم يعد بالإمكان استعمال اللائحة كورقة ضغط أو تفاوض.
انتهى زمن التلاعبات… وانتهى معه صمت طويل كان يكلّف المدينة كثيراً.
ولأول مرة منذ انطلاق مشروع “نسمة”، أصبح كل شيء موثقاً:
-
الجدول الزمني منشور.
-
أعداد المرشحين محددة.
-
مراكز الإيداع واضحة.
-
الطعون مؤطّرة بآجال رسمية.
-
والقرعة لن تُجرى إلا بعد الفرز النهائي الذي سيجري تحت أعين الجميع.
هذا ليس فقط “اشتغالاً جيداً”.
هذا تحويل لمسار كامل دام ستة عشر عاماً.
الأهم من ذلك أنّ العامل لم يغلق الملف في وجه من لم تشملهم اللوائح الحالية، بل أعلن – بشكل مسؤول – أنّ الفئة المتبقية لن تُترك في الهامش، وأن برامج سكنية جديدة ستُعدّ لاختيار حلول تناسب أوضاعهم.
الفرق هنا واضح:
سابقاً… كان الملف يتحرك بلا نتيجة.
اليوم… النتيجة تتحرك بلا ضجيج.
سابقاً… كان الصمت يُنتج الفوضى.
اليوم… الوضوح يُسقط كل حساب ضيّق.
سابقاً… كان المواطن ينتظر.
اليوم… الإدارة تشتغل وهو يرى بأم عينه.
إن ما قام به العامل محمد رشيد رفقة فريق عمله من السيد الكاتب العام ورجال السلطة ومختلف القائمين على هذا الملف وكذا المتعاطفين والمتضامنين معهم لان ما قامت به السلطات الاقليمية ليس مجرد تنفيذ لمساطر، بل قطع نهائي مع أسلوب عمر طويلاً: أسلوب “خلي الملف معلّق… ينفع في الوقت المناسب”.
والحقيقة البسيطة التي أصبح الجميع يدركها اليوم هي:
أن حل هذا الورش لم يكن يحتاج 16 سنة… بل كان يحتاج مسؤولاً واحداً يملك الجرأة.
وهذه الجرأة ظهرت الآن.
وانتهى معها زمن الضباب.


ملاحظة و توضيح للرأي العام والمتابعين
نودّ أن نوضح لعموم المتابعين أن عملنا الإعلامي لا يقوم على منطق السبق الفيسبوكي ولا على منهج “انشر أولاً ودقّق لاحقاً”.
فنحن لا نقدّم خبراً ناقصاً، ولا رواية مهزوزة، ولا نقع في فخ التسرّع الذي يملأ منصّات التواصل بالأخطاء والاضطراب.
نحن نشتغل بمنهج مختلف تماماً:
نبحث، نتقصّى، نتحقّق، ونجمع كل المعطيات من مصادرها الموثوقة والمعروفة بالأسماء والوثائق.
وعندما نصل إلى الصورة الكاملة… عندها فقط نخرج إلى المتابعين بالخبر الصحيح، المدقّق، الموثوق، والخالي من التشويش.
نحن ندرك أن السرعة بلا دقة لا تخدم أحداً، وأن نشر معلومة غير مكتملة يضيّع الحقيقة ويضرّ المواطن قبل غيره.
لذلك اخترنا – وعن وعي – أن نكون منصة يعتمد عليها الناس في معرفة الوقائع كما هي، لا كما تُتداول على صفحات مليئة بالأخطاء.
هدفنا ليس الظهور… بل خدمة الحقيقة.
وليس جمع التفاعلات… بل تقديم المعلومة الصحيحة.
ولهذا يثق بنا الآلاف، لأنهم يعرفون أن ما ننشره مبني على وثائق، وشهادات، ومحاضر رسمية، ومعطيات موثوقة لا تقبل الجدل.
هذا التوضيح واجب… لأن المهنية ليست شعاراً، بل مسؤولية يومية.