يوسف الاسدي ..
كشفت معطيات توصلت إليها احدى المواقع الصديقة للصويرة الان هويات بعض المعتقلين الذين جرى إيقافهم من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ضمن خلية إرهابية تتكون من 8 متطرفين مناصرين لتنظيم “داعش” الإرهابي. ويتعلق الأمر بسلفيين ينحدرون جميعهم من مدينة فاس، أحدهم غادر منذ مدة صوب مدينة طنجة بغرض العمل.
وفيما قال بلاغ لوزارة الداخلية إن من بين الموقوفين من اعتقل سابقا في قضايا الإرهاب، تبين أن الأمر يتعلق بناشط سلفي يدعى سعيد بن مالك، اعتقل عام 2003 إبان تفجيرات 16 ماي التي طالت الدار البيضاء، على ذمة صلته بشبكة إرهابية كان يتزعمها متطرف يحمل الجنسية الفرنسية، تم تفكيكها آنذاك لتخطيطها لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل التراب المغربي وخارجه.
وحسب المعطيات ذاتها، فإن المعني الذي أعيد اعتقاله أمس بمدينة فاس أدين بعشر سنوات سجنا نافذا، ليفرج عنه شهر ماي من العام 2013، فجرى استقباله في وقفة احتجاجية نظمت يوم الجمعة 10 ماي من العام ذاته أمام مسجد “سعد بن أبي وقاص” بحي الزهور 2 بالمدينة العتيقة، وهي الوقفة التي نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، التي تضم في عضويتها معتقلين سابقين على ذمة قضايا الإرهاب.
وحصل نفس المصدر على شريط يوثق لخروج بن مالك من السجن قبل خمس سنوات، يظهر نشطاء من اللجنة المشتركة المشار إليها وهم يرفعون “شعارات إسلامية” ويحتفون بخروجه من السجن، فيما تحدث المعني قائلا: “قضيت 10 سنوات قهرا وتعذيبا.. إخوانكم في السجون يعانون حالة نفسية صعبة.. وبفضل مجهودكم (يقصد اللجنة) ترفع المعنويات، لأنهم إخوة يضحون بأنفسهم وأموالهم ووقتهم”.
وفي جانب آخر، اختارت اللجنة المشتركة ذاتها عدم كشف معطيات تتصل بأعضاء الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها صبيحة أمس الجمعة، مكتفية بنشر خبر يشير إلى الحادث بعبارة: “عاجل..علمت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن مدينة فاس شهدت اعتقالات هذا الصباح”، تزامنا مع حديث وزارة الداخلية عن صلة الخلية بعناصر ميدانية في تنظيم “داعش” بسوريا والعراق، بهدف تجنيد وتمويل وإرسال متطوعين مغاربة للقتال.
عبد الرحيم الغزالي، المتحدث باسم اللجنة المذكورة ومنسقها الجهوي في فاس ومكناس، نفى في تصريح لنفس المصدر أن يكون أعضاء الخلية الإرهابية ينتمون إلى الجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، مضيفا: “لم تكتمل لدينا المعطيات حول هويات المعتقلين، إلا شخص واحد (في إشارة إلى سعيد بن مالك) استقبلناه فور خروجه من السجن قبل 3 سنوات، وتحدث وسط وقفة وحضر معنا وقفة احتجاجية واحدة”.
ناشط سلفي آخر داخل اللجنة ذاتها، وهو عبد الله حمزاوي، قال في تصريح للمصدر داته إن المعنيين الثمانية ليسوا أعضاء في الهيئة المشار إليها، إلا أنه أكد أن أسماء عدد منهم تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من السلفيين، وهم رضوان الفقوطي وعبد الرحمن بولحية، وبوشتى عرقوبي، وجميعهم ينحدرون من مدينة فاس.
وأسفرت عملية تفكيك الخلية الإرهابية المذكورة، من طرف عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن محجوزات تهم “بندقية صيد غير مرخصة، وكمية من الذخيرة، وأسلحة بيضاء، وكذا مخطوطات تحث على الجهاد، وأخرى تحتوي على تركيبات كيميائية مشبوهة”؛ فيما أكدت وزارة الداخلية أن أهداف الخلية تهم استقطاب وإرسال عناصر متطرفة إلى سوريا والعراق، مرورا بتأمين الجانب المالي والاستفادة من دورات عسكرية بمعاقل “داعش”، “في أفق العودة إلى المملكة بهدف تنفيذ أجندتها الإرهابية”.