دينامية جديدة بالصويرة: لقاءات تشاورية لبناء برامج تنموية مندمجة ..
احتضنت مدينة الصويرة، يوم الجمعة 14 نونبر 2025، لقاءً تشاورياً موسعاً خُصّص لإطلاق مسار إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، وذلك في إطار الدينامية الوطنية الرامية إلى بلورة رؤى تنموية جديدة تستجيب لانتظارات الساكنة وتنسجم مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب.
وجرى هذا اللقاء بحضور فعال وميداني للسيد عامل إقليم الصويرة، الذي تولى الإشراف على مختلف أطوار الندوة رفقة طاقمه الإداري، وقد شكّل هذا الحضور المؤسساتي القوي عاملاً أساسياً في ضمان منهجية دقيقة للنقاش وتشخيص الحاجيات التنموية.
وانطلقت مجريات اليوم التشاوري باستقبال المشاركين وتوجيههم نحو الورشات الموضوعاتية، قبل افتتاح الجلسة الرسمية بقراءة آيات من الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني، في أجواء عكست روح التعبئة والمسؤولية المشتركة.
وقد، انعقدت خمس ورشات موضوعاتية تناولت محاور رئيسية، من بينها:
-
دعم التشغيل وخلق فرص الشغل للشباب؛
-
تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في قطاع الصحة؛
-
دعم منظومة التربية والتعليم وتأهيل فضاءاتها؛
-
تدبير الموارد المائية بشكل مستدام وتعزيز التهيئة الترابية؛
-
التأهيل الترابي المندمج ومواكبة حاجيات الجماعات.
وشكلت هذه الورشات مناسبة لإنتاج أرضية أولية من المقترحات والتصورات، ستُعتمد لاحقاً في إعداد برنامج ترابي جديد قائم على مقاربة تشاركية، تُشرك المنتخبين والفاعلين المحليين والمؤسسات والمجتمع المدني.
وفي ختام اللقاء، قُدمت خلاصات الورشات أمام السيد العامل، الذي شدد على أهمية هذا الورش الاستراتيجي في دعم الدينامية التنموية بالإقليم وبناء نموذج جديد يضمن التكامل بين القطاعات، ويدعم جودة الخدمات ويحسن ظروف عيش المواطنين. كما دعا إلى الحفاظ على نفس روح التعبئة لضمان تنزيل ناجح وعملي لمخرجات هذا اللقاء.
واختتمت الفعاليات بتبادل الآراء وتعزيز التنسيق بخصوص السبل الكفيلة بتحويل توصيات هذا اليوم التشاوري إلى مشاريع ملموسة وواقعية.
وقد تميّز هذا الموعد التشاوري بكونه لقاءً استثنائياً ومنفرداً مقارنة بباقي اللقاءات المشابهة، حيث فتح المجال لنقاشات واسعة وموضوعية، وأتاح للشباب فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم وتقديم تصوراتهم بجرأة ومسؤولية. وقد كشف هذا النقاش المفتوح أن إقليم الصويرة يزخر فعلاً بطاقات شابة مؤهلة، تمتلك روح المبادرة، وقادرة على صنع الفارق وتحمل المسؤولية، بل وتملك رؤية واضحة حول القضايا التنموية المطروحة وآفاق تطوير الإقليم.
هذه المشاركة الشبابية عززت قناعة الفاعلين بأن الاستثمار في قدرات الشباب يشكل رافعة أساسية للجيل الجديد من التنمية، وأن إشراكهم في بلورة البرامج الترابية ليس خياراً إضافياً، بل ضرورة لضمان فعالية وحيوية النموذج التنموي المقبل بالإقليم.


